كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {يومئذ} فيه وجهان: أحدهما هو ظرف لـ {يود} فيعمل فيه.
والثانى يعمل فيه شهيدا، فعلى هذا يكون يود صفة ليوم، والعائد محذوف: أي فيه وقد ذكر ذلك في قوله: {واتقوا يوما لا تجزى} والأصل في إذا إذ، وهى ظرف زمان ماض، فقد استعملت هنا للمستقبل وهو كثير في القرآن، فزادوا عليها التنوين عوضا من الجملة المحذوفة تقديره: يوم إذ تأتى بالشهداء، وحركت الذال بالكسر لسكونها وسكون التنوين بعدها {وعصوا الرسول} في موضع الحال، وقد مرادة وهى معترضة بين يود وبين مفعولها، وهو {لو تسوى} ولو بمعنى أن المصدرية وتسوى على ما لم يسم فاعله.
ويقرأ تسوى بالفتح والتشديد: أي تتسوى فقلبت الثانية سينا وأدغم.
ويقرأ بالتخفيف أيضا على حذف الثانية {ولا يكتمون} فيه وجهان: أحدهما هو حال، والتقدير: يودون أن يعذبوا في الدنيا دون الآخرة، أو يكونوا كالأرض {ولا يكتمون الله} في ذلك اليوم {حديثا}.
قوله تعالى: {لا تقربوا الصلاة} قيل المراد مواضع الصلاة، فحذف المضاف وقيل لاحذف فيه {وأنتم سكارى} حال من ضمير الفاعل في تقربوا، وسكارى جمع سكران، ويجوز ضم السين وفتحها، وقد قرئ بهما، وقرئ أيضا {سكرى} بضم السين من غير ألف، وبفتحها كذلك، وهى صفة مفردة في موضع الجمع، فسكرى مثل حبلى وسكرى مثل عطشى {حتى تعلموا} أي إلى أن، وهى متعلقة بتقربوا، و{ما} بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف، ويجوز أن تكون مصدرية ولاحذف {ولاجنبا} حال، والتقدير.
لا تصلوا جنبا، أو لا تقربوا مواضع الصلاة جنبا، والجنب يفرد مع التثنية والجمع في اللغة الفصحى يذهب به مذهب الوصف بالمصادر، ومن العرب من يثنيه ويجمعه فيقول جنبان وأجناب، واشتقاقه من المجانية وهى المباعدة {إلا عابرى سبيل} هو حال أيضا والتقدير: لا تقربوها في حال الجنابة إلى في حال السفر أو عبور المسجد على اختلاف الناس في المراد بذلك {حتى تغتسلوا} متعلق بالعامل في جنب {منكم} صفة لأحد، و{من الغائط} مفعول جاء، والجمهور يقرءون الغائط على فاعل، والفعل منه غاط المكان يغوط إذا اطمأن.
وقرأ ابن مسعود بياء ساكنة من غير ألف وفيه وجهان: أحدهما هو مصدر يغوط، وكان القياس غوطا فقلب الواو ياء وأسكنت وانفتح ما قبلها لخفتها.
والثانى أنه أراد الغيط فخففت مثل سيد وميت، {أو لمستم} يقرأ بغير ألف وبألف، وهما بمعنى، وقيل لامستم ما دون الجماع، أو لمستم الجماع {فلم تجدوا} الفاء عطفت ما بعدها على جاء، وجواب الشرط {فتيمموا}.
وجاء معطوف على كنتم: أي وإن جاء أحد {صعيدا} مفعول تيمموا أي اقصدوا صعيدا، وقيل هو على تقدير حذف الباء: أي بصعيد {بوجوهكم} الباء زائدة أي امسحوا وجوهكم، وفى الكلام حذف أي فامسحوا وجوهكم به أو منه، وقد ظهر ذلك في آية المائدة.
قوله تعالى: {من الكتاب} صفة لنصيب {يشترون} حال من الفاعل في أوتوا {ويريدون} مثله وإن شئت جعلتهما حالين من الموصول، وهو قوله: {من الذين أوتوا} وهى حال مقدرة، ويقال ضللت {السبيل} وعن السبيل، وهو مفعول به وليس بظرف، وهو كقولك أخطأ الطريق {وليا} و{نصيرا} منصوبان على التمييز، وقيل على الحال.
قوله تعالى: {من الذين هادوا} فيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه خبر مبتدإ محذوف، وفى ذلك تقديران: أحدهما تقديره، هم من الذين فـ {يحرفون} على هذا حال من الفاعل في هادوا، والثانى تقديره: من الذين هادوا قوم، فقوم هو المبتدأ وما قبله الخبر، ويحرفون نعت لقوم، وقيل التقدير: من الذين هادوا من يحرفون، كما قال: وما منا إلا له: أي من له، ومن هذه عندنا نكرة موصوفة مثل قوم، وليست بمعنى الذي لأن الموصول لا يحذف دون صلته.
والوجه الثاني أن من الذين متعلق بنصير، فهو في موضع نصب به كما قال: {فمن ينصرنا من بأس الله} أي يمنعنا.
والثالث أنه حال من الفاعل في يريدون، ولايجوز أن يكون حالا من الضمير في أوتوا لأن شيئا واحدا لا يكون له أكثر من حال واحدة، إلا أن يعطف بعض الأحوال على بعض، ولايكون حالا من الذين لهذا المعنى، وقيل هو حال من أعدائكم: أي والله أعلم بأعدائكم كائنين من الذين، والفصل المعترض بينهما مسدد فلم يمنع من الحال، وفى كل موضع جعلت فيه من الذين هادوا حالا، فيحرفون فيه حال من الفاعل في هادوا و{الكلم} جمع كلمة، ويقرأ {الكلام} والمعنى متقارب.
و{عن مواضعه} متعلق بيحرفون، وذكر الضمير المضاف إليه حملا على معنى الكلم لأنها جنس {ويقولون} عطف على يحرفون، و{غير مسمع} حال والمفعول الثاني محذوف، أي لاأسمعت مكروها هذا ظاهر قولهم، فأما ما أرادوا فهو لا أسمعت خيرا، وقيل أرادوا غير مسموع منك {وراعنا} قد ذكر في البقرة و{ليا... وطعنا} مفعول له، وقيل مصدر في موضع الحال، والأصل في لى لوى فقلبت الواو ياء وأدغمت، و{في الدين} متعلق بطعن {خيرا لهم} يجوز أن يكون بمعنى أفعل كما قال: {وأقوم} ومن محذوفة: أي من غيره، ويجوز أن يكون بمعنى فاضل وجيد فلا يفتقر إلى من {إلا قليلا} صفة مصدر محذوف: أي إيمانا قليلا.
قوله تعالى: {من قبل} متعلق بآمنوا و{على أدبارها} حال من ضمير الوجوه وهى مقدرة.
قوله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك} هو مستأنف غير معطوف على يغفر الأولى لأنه لو عطف عليه لصار منفيا.
قوله تعالى: {بل الله يزكى من يشاء} تقديره: أخطئوا بل الله يزكى {ولا يظلمون} ضمير الجمع يرجع إلى معنى من، ويجوز أن يكون مستأنفا أي من زكى نفسه ومن زكاه الله، و{فتيلا} مثل مثقال ذرة في الإعراب وقد ذكر.
قوله تعالى: {كيف يفترون} كيف منصوب بيفترون وموضع الكلام نصب بانظروا، و{على الله} متعلق بيفترون، ويجوز أن يكون حالا من {الكذب} ولايجوز أن يتعلق بالكذب، لأن معمول المصدر لايتقدم عليه فإن جعل على التبيين جاز.
قوله تعالى: {هؤلاء أهدى} مبتدأ وخبر في موضع نصب بيقولون.
وللذين كفروا تخصيص وتبيين متعلق بيقولون أيضا.
ويؤمنون بالجبت ويقولون مثل يشترون الضلالة ويريدون وقد ذكر.
قوله تعالى: {أم لهم نصيب} أم منقطعة أي بل ألهم وكذلك أم يحسدون {فإذن} حرف ينصب الفعل إذا اعتمد عليه وله مواضع يلغى فيها وهو مشبه في عوامل الأفعال بظننت في عوامل الأسماء، والنون أصل فيه وليس بتنوين، فلهذا يكتب بالنون وأجاز الفراء أن يكتب بالألف، ولم يعمل هنا من أجل حرف العطف وهى الفاء، ويجوز في غير القرآن أن يعمل مع الفاء وليس المبطل لعمله لا لأن لا يتخطاها العامل.
قوله تعالى: {من آمن به} الهاء تعود على الكتاب، وقيل على إبراهيم، وقيل على محمد صلى الله عليه وسلم، و{سعيرا} بمعنى مستعر {نضجت جلودهم}.
يقرأ بالإدغام لأنهما من حروف وسط الفم، والإظهار هو الأصل {بدلناهم جلودا} أي بجلود، وقيل يتعدى إلى الثاني بنفسه.
قوله تعالى: {والذين آمنوا} يجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على الذين كفروا، وأن يكون رفعا على الموضع أو على الاستئناف والخبر {سندخلهم}.
{خالدين فيها} حال من المفعول في ندخلهم أو من جنات لأن فيهما ضمير الكل واحد منهما، ويجوز أن يكون صفة لجنات على رأى الكوفيين و{لهم فيها أزواج} حال أو صفة.
قوله تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} العامل في إذا وجهان: أحدهما فعل محذوف تقديره: يأمركم أن تحكموا إذا حكمتم، وجعل أن تحكموا المذكورة مفسرة للمحذوف فلا موضع لأن تحكموا لأنه مفسر للمحذوف، والمحذوف مفعول يأمركم ولايجوز أن يعمل في إذا أن تحكموا لأن معمول المصدر لايتقدم عليه.
والوجه الثاني أن تنصب إذا بيأمركم وأن تحكموا به أيضا، والتقدير: أن يكون حرف العطف مع أن تحكموا لكن فصل بينهما بالظرف كقول الأعشى:
يوم يراها كشبه أردية الغضب ويوما أديمها ثفلا وبالعدل يجوز أن يكون مفعولابه، ويجوز أن يكون حالا {نعما يعظكم به} الجملة خبر إن، وفى ما ثلاثة أوجه: أحدها أنها بمعنى الشيء معرفة تامة، ويعظكم صفة موصوف محذوف هو المخصوص بالمدح تقديره نعم الشيء شيء يعظكم به، ويجوز أن يكون يعظكم صفة لمنصوب محذوف: أي نعم الشيء الشئ شيئا يعظكم به كقولك: نعم الرجل رجلا صالحا زيد، وهذا جائز عند بعض النحويين، والمخصوص بالمدح هنا محذوف.
والثانى أن ما بمعنى الذى، وما بعدها صلتها وموضعها رفع فاعل نعم والمخصوص محذوف: أي نعم الذي يعظكم به بتأدية الأمانة والحكم بالعدل.
والثالث أن تكون ما نكرة موصوفة، والفاعل مضمر، والمخصوص محذوف كقوله تعالى: {بئس للظالمين بدلا}.
قوله تعالى: {وأولى الأمر منكم} حال من أولى، و{تأويلا} تمييز.
قوله تعالى: {يريدون} حال من الذين يزعمون أو من الضمير في يزعمون، ويزعمون من أخوات ظننت في اقتضائها مفعولين، وإن وما عملت فيه تسد مسدهما {وقد أمروا} في موضع الحال من الفاعل في يريدون، والطاغوت يؤنث ويذكر، وقد ذكر ضميره هنا، وقد تكلمنا عليه في البقرة {أن يضلهم ضلالا} أي فيضلوا ضلالا، ويجوز أن يكون ضلالا بمعنى إضلالا، فوضع أحد المصدرين موضع الآخر.
قوله تعالى: {تعالوا} الأصل تعاليوا، وقد ذكرنا ذلك في آل عمران، ويقرأ شاذا بضم اللام، ووجهه أنه حذف الألف من تعالى اعتباطا ثم ضم اللام من أجل واو الضمير {يصدون} في موضع الحال و{صدودا} اسم للمصدر والمصدر صد، وقيل هو مصدر.
قوله تعالى: {فكيف إذا أصابتهم مصيبة} أي كيف يصنعون؟ {ويحلفون} حال.
قوله تعالى: {في أنفسهم} يتعلق بقل لهم، وقيل يتعلق بـ {بليغا} أي يبلغ في نفوسهم وهو ضعيف، لأن الصفة لاتعمل فيما قبلها.
قوله تعالى: {إلا ليطاع} ليطاع في موضع نصب مفعول له، واللام تتعلق بأرسلنا، و{بإذن الله} حال من الضمير في يطاع، وقيل هو مفعول به: أي بسبب أمر الله و{ظلموا} ظرف والعامل فيه خبر إن، وهو {جاءوك}.
{واستغفر لهم الرسول} ولم يقل فاستغفرت لهم، لأنه رجع من الخطاب إلى الغيبة لما في الاسم الظاهر من الدلالة على أنه الرسول و{وجدوا} يتعدى إلى مفعولين، وقيل هي المتعدية إلى واحد، و{توابا} حال، و{رحيما} بدل أو حال من الضمير في تواب.
قوله تعالى: {فلا وربك} فيه وجهان: أحدهما أن لا الأولى زائدة.
والتقدير: فوربك {لا يؤمنون} وقيل الثانية: زائدة، والقسم معترض بين النفى والمنفى.
والوجه الآخر أن لا نفى لشئ محذوف تقديره: فلا يفعلون، ثم قال: وربك لا يؤمنون، و{بينهم} ظرف لشجر أو حال من ما أو من فاعل شجر، و{ثم لا يجدوا} معطوف على يحكموك، و{في أنفسهم} يتعلق بيجدوا تعلق الظرف بالفعل، و{حرجا} مفعول يجدوا، ويجوز أن يكون في أنفسهم حالا من حرج، وكلاهما على أن يجدوا المتعدية إلى مفعول واحد، ويجوز أن تكون المتعدية إلى اثنين، وفى أنفسهم أحدهما، و{مما قضيت} صفة لحرج فيتعلق بمحذوف، ويجوز أن يتعلق بحرج، لأنك تقول: حرجت من هذا الأمر، وما يجوز أن تكون بمعنى الذي ونكرة موصوفة ومصدرية.